طار قلبي من محله وانتابتني موجة من الأفكار، حينما كنت جالسة بجوار ابن أختي آدم البالغ من العمر سنتين ونصف، أقرأ له قصص وقرآن ما قبل النوم. كانت عيناه تلمعان من الفرحة والثقة بالنفس وهو يحكي لي بلغته الركيكة وجمله المفككة وصوته الحماسي كيف أنه لم يخف من المهرج في حفلة عيد ميلاد أحد أصدقائه. علما بأن آدم يخاف كثيرا من المهرج ومن الاستحاله أن يتواجد في نفس المكان الذي يتواجد فيه هذا الأخير ...
لقد حاول هذا الطفل الصغير أن يتغلب ويواجه مخاوفه بالتقدم نحو هذا المهرج في الحفلة أقنع نفسه بصوت عال آنه لا يخاف من المهرج وسلم عليه، ومن هنا انكسر حاجز الخوف واستمتع آدم بالحفلة ولم يعد يخاف من المهرج ...
فوجئت لما وجدت نفسي أتعلم من آدم كيف أن الإنسان إذا تغلب على مخاوفه وواجهها سوف يستمتع بالحياة بطولها وعرضها. الثقة والفرحة التي وجدتها في عيني آدم علمتني معنى الحياة، وأن الثقة بالنفس شيء نستطيع بناءه بأنفسنا حينما نستطيع مواجه مخاوفنا. فالحياة هي مدينة ألعاب كبيرة إذا لم تلعب جميع ألعابها السهل منها والمخيف، فإنك لم تستمتع بها وقد فاتك الكثير...
حدد الأشياء التي تخاف منها
واجهها ...
اقضي عليها...
عيش التجربة...
فكر بالإيجابيات قبل السلبيات...
وكن إنسانا مغامرا ... ولا تفوت الفرص.
انظر إلى العالم من عيني آدم ...
No comments:
Post a Comment